بعد سنوات من النجاح والتألق في عالم الغناء والتربّع على عرش النجومية والجمال معاً، قرّرت الفنانة هيفاء وهبي خوض
أولى تجاربها في عالم السينما، في خطوة أثارت الكثير من التساؤل حول سر موافقتها على فيلم «دكان شحاتة» بالتحديد،
خاصة أنه مع المخرج الأكثر إثارة للجدل خالد يوسف، ومع المنتج كامل أبو علي في أول تعاون بينه وبين رجل الأعمال نجيب ساويرس، فهل كان الأجر الضخم الذي حصلت عليه هيفاء وراء موافقتها؟ أم أن الدور الذي ستقدّمه في «دكان شحاتة»
هو ما كانت تنتظره منذ سنوات؟تكشف في هذا التحقيق الكثير من التفاصيل حول الأجر الذي حصلت عليه هيفاء
وسر موافقتها على الدور، كما نخوض في كواليس العمل وتفاصيل المشاهد الأولى وردود فعل النقاد حول دخول هيفاء
إلى عالم السينما في مصر، وكيف انتهت أزمة هيفاء مع محمد السبكي وغيرها من النقاط الساخنة. .
حمل فيلم «دكان شحاتة» منذ بداية الإعلان عنه الكثير من المفاجآت التي كشف عنها خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم للإعلان عن بدء تصوير الفيلم. أولى المفاجآت كانت الإعلان عن تحويل شركة «الباتروس» إلى شركة «مصر للسينما» والإعلان عن الشراكة بين المنتج كامل أبو علي ورجل الأعمال نجيب ساويرس الذي قرّر الدخول إلى عالم الإنتاج السينمائي، ووقّعت الشركة عقداً مع الفنانة إسعاد يونس يقضي بتوزيعها لأول أفلام الشركة «دكان شحاتة»، كما ستشارك فيما بعد في الإنتاج.
المفاجأة
أهم مفاجآت المؤتمر كانت في إعلان المخرج خالد يوسف عن مشاركة الفنانة هيفاء وهبي في الفيلم. وفي بداية الأمر لم يصدّق الحاضرون ما قيل، واعتقدوا أنهم لم يسمعوا جيداً حتى أعاد عليهم خالد يوسف الخبر، وأعلن عن مؤتمر صحفي خاص ستقيمه الشركة لهيفاء وهبي. إلا أن هذا المؤتمر لم ينعقد؛ ما فتح الباب أمام الشائعات بأن هيفاء تركت الفيلم.
هيفاء أو بيسة
هيفاء تقدّم بالفيلم دور فتاة شعبية اسمها بيسة، ولقد اتخذت الكثير من الإستعدادات قبل بدء تصوير الفيلم، حيث باشرت في تخفيض وزنها؛ حتى تبدو أكثر نحافة أمام كاميرا السينما التي تضيف إلى وزن الممثل الأصلي عدة كيلوغرامات. وكانت هيفاء قد حضرت إلى القاهرة قبل بدء تصوير الفيلم بأسبوع، وأجرت «بروفات» كثيرة على التحدّث باللهجة الشعبية المصرية التي ستظهر بها في أول أعمالها بالسينما.
أزمة السبكي
كان المنتج محمد السبكي أول من أعلن عن تقديمه لهيفاء وهبي في السينما المصرية إلى أن فاجأته هيفاء بالعمل مع شركة «مصر للسينما». وتردّدت أنباء كثيرة حول خلافات هيفاء والسبكي، وأنه سيقاضيها. إلا أن فسخ التعاقد بين هيفاء والسبكي تمّ بدون أي مشاكل. وأكد المنتج محمد السبكي أنه لم يطالب هيفاء بالشرط الجزائي. كما أنه لم يندم على عدم مشاركتها بفيلم «آخر كلام» الذي قدمته الفنانة مادلين مطر، وحقق نجاحاً حيث بلغت إيراداته حتى الآن 5 ملايين ونصف مليون جنيه، وأضاف السبكي أنه لا يوجد بينه وبين هيفاء أية خلافات، وأنهما قد يتعاونان معاً في أعمال قادمة بعد أن تنتهي هيفاء من «دكان شحاتة»، وينتهي السبكي من تصوير الفيلم الجديد «حبيبي نائماً» الذي يقوم ببطولته الممثلان خالد أبو النجا ومي عز الدين.
خلاف خالد وعمرو
بمجرد الإعلان عن موافقة هيفاء وهبي على الإشتراك في بطولة فيلم «دكان شحاتة» بدأت الشائعات تنتشر حول وجود خلاف بين أبطال العمل وخاصة مع هيفاء وهبي.
غادة عبد الرازق استطاعت بذكاء شديد أن تنأى بنفسها عن هذه الشائعات، عندما صرّحت بأنها تتوق للوقوف أمام هيفاء، وأنها ستقف لتتابعها تماماً كما يفعل الرجال.
وقالت غادة: «أنا سعيدة جداً بهذا الفيلم، وبالعمل مع هيفاء وهبي حيث سنتبارى معاً؛ لتقديم عمل متميز لا سيما أن ثمة مشاهد عديدة تجمعني مع هيفاء». وأضافت غادة: «لا يوجد بيني وبين هيفاء أي خلافات، وكل ما أثير حول ذلك عارٍ من الصحة تماماً. ففي بداية التصوير دعوت أسرة الفيلم إلى الغداء في منزلي. وقد كانت هيفاء من بين الحاضرين، فلو كان بيننا خلافات، كما تردّد لما لبّت دعوتي».
وعن أجر هيفاء وما إذا كانت ستسحب البساط من الفنانات المصريات أم لا قالت غادة: «عندما أشترك في أي عمل، لا أبحث عن أجر زملائي فهذه أرزاق، والمرء لا يأخذ أكثر من رزقه، وعن مسألة سحب البساط فهذه أيضاً أرزاق. فنجاح هيفاء سيسعدنا جميعاً، وسيضيف للسينما المصرية، ولكنه لن يؤثر على الفنانات المصريات؛ لأن كل فنانة لها طابعها الذي يميزها ويكون وراء اختيارها لما يلائمها من أدوار».
أما عمرو سعد فلم يستطع أن ينقذ نفسه من هذه المشكلات، فقد تردّد أن خلافاً نشب بينه وبين خالد يوسف بعد بداية تصوير الفيلم مباشرة. الخلاف سببه إصرار عمرو سعد على توجيه هيفاء وهبي، وتدريبها على التمثيل بين المشهد والآخر، وهو ما أثار غضب خالد يوسف المعروف عنه انزعاجه الدائم من تدخّل أي شخص في عمله كمخرج، أو قيام أي من الفنانين المشاركين في العمل بتوجيه أحد الممثلين الجدد، فما بالك لو كانت المعنية بالكلام هيفاء وهبي؟ تدخّل عمرو سعد أثار غضب خالد يوسف، وجعله ينطق بجملته المأثورة «ما تيجي تخرج مكاني أحسن»، وهو ما وضع عمرو سعد في حرج، فانسحب سريعاً من موقعه؛ حتى لا يزيد من غضب خالد يوسف.
من جهته، نفى عمرو سعد وقوع أي خلافات بينه وبين خالد يوسف بسبب هيفاء وهبي، مؤكداً أن علاقته بخالد يوسف أكثر من رائعة، وكذلك علاقته بهيفاء وهبي. وعن التعامل مع هيفاء قال عمرو: «إنها ممثلة رائعة. ولا يجب أن يتعجل أحد في الحكم عليها إلا بعد مشاهدة الفيلم. وأضاف سعد أنه يتوقع أن يحقق الفيلم ضجة كبيرة ليس بسبب وجود هيفاء فقط، ولكن لتناوله فكرة جديدة في السينما المصرية. فهو عمل مختلف تماماً عن «حين ميسرة» حيث يتناول حال الإنسان المصري بكل تقلباته».
هيفاء: أول مشهد
ورغم ما توقّعه الكثيرون عن الضجة التي ستثيرها هيفاء وهبي بموافقتها على التمثيل في هذا الفيلم، إلا أن هيفاء اختارت أن تبدأ عملها في هدوء شديد بعيداً عن أي ضجة. فقد بدأت تصوير دورها في أحد شوارع المعادي. وهو اليوم الذي شهد أول مشاهد هيفاء وهبي في السينما المصرية، والذي كان يجمع بينها وبين غادة عبد الرازق، وكانت ترتدي ملابس قديمة؛ لتناسب دور الفتاة الشعبية الفقيرة الذي تقدمه في الفيلم أو على الأقل النصف الأول من الدور، حيث تتحوّل بعد ذلك إلى فتاة ثرية بعد أن تجري عملية تجميل، وتسلك طريق الإنحراف. المشهد قدّمته هيفاء وهبي ولم يحتَجْ المخرج خالد يوسف لإعادته بسبب ضعف أداء هيفاء حيث رأى أنها قدمت المشهد بشكل جيد. ولكنه أمر بإعادة المشهد حوالي مرتين فقط بسبب رغبته في تصويره من أكثر من زاوية. وبينما كانت هيفاء وهبي تصوّر مشهدها كان الممثل محمود حميدة يجلس في مكان بعيد ينتظر دوره. ولم يهتم بمتابعة هيفاء، وهي تقدم أول مشاهدها. بينما تابعها عمرو سعد بحكم أنه كان ينتظر تصوير مشهده.