محللون يرون أن المراهنات الحالية في أسواق النفط حاليا على السعر الأقل (الفرنسية-أرشيف)
سامح هنانده-الدوحةيشكل ارتفاع الدولار أمام العملات الرئيسة وفي مقدمتها اليورو والين والجنيه الإسترليني السبب الرئيس في تراجع أسعار النفط بمقدار ما يقرب من 31 دولارا خلال ثلاثين يوما.
وقال الخبير النفطي اللبناني ربيع ياغي إن ارتفاع الدولار السبب الرئيس في تراجع أسعار النفط إلى هذا المستوى. وتسير أسعار النفط باتجاه معاكس لأسعار صرف الدولار، فكلما ارتفعت العملة الأميركية تراجعت أسعار الخام.
وأضاف ياغي للجزيرة نت أن من العوامل المساعدة في انخفاض أسعار النفط الانكماش في الطلب على النفط مع تباطؤ النمو الاقتصادي خاصة في أميركا وتراجع الطلب على المحروقات جراء الأسعار المرتفعة لمشتقات النفط.
وأشار إلى أن تراجع الطلب عمل على زيادة مخزونات الخام وزيت التدفئة والبنزين في الولايات المتحدة وساهم في انخفاض أسعار الخام.
وأوضح أن مما يساهم بانخفاض أسعار النفط ضخ دول منتجة للطاقة مثل السعودية والعراق المزيد من الإمدادات ما ساهم في توفير كميات أكبر من النفط في الأسواق. كما أن نيجيريا استمرت في توفير إمدادات للأسواق رغم ما شهدته من اضطرابات حيث لم تنقطع صادراتها النفطية حتى الآن. المضاربات والتوترات
وقال ياغي إن المضاربات الحالية تجري على الأسعار الدنيا للنفط أي مضاربات عكسية تجعل الأسعار تتجه نحو الانخفاض حتى ساهمت في تراجع الأسعار من 174.27 دولارا للبرميل إلى 116 دولارا وسط مراهنات على الهبوط وليس الصعود في الأسعار.
كما تلعب التوترات بين الغرب وإيران بشأن برنامج طهران النووي في ارتفاع أسعار النفط.
"
ياغي:
أسعار النفط ستتراوح بين 110 و130 دولارا للبرميل في العام الحالي ولن تقل عن مائة دولار في العام 2009 وستضطر أوبك لخفض إنتاجها إذا هبطت الأسعار دون 110 دولارات
"وتوقع أن تبقى أسعار النفط بين 110 و130 دولارا للبرميل في العام الحالي وألا تقل عن مائة دولار في عام 2009، مشيرا إلى أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ستضطر لخفض إنتاجها إذا هبطت أسعار النفط دون 110 دولارات للبرميل. وعبر ياغي عن اعتقاده بأن الأسعار ستبقى بمستوى مائة دولار فأكثر في العام المقبل، لأن أي سعر دون ذلك سيعني ذهاب الاستثمارات في الطاقات البديلة كالزيت الصخري هباء منثورا أي لن تكون مجدية لدول تستثمر مليارات الدولارات في هذا المجال.
وقال إنه في حالة استمرار انكماش الاقتصاد في أوروبا وأميركا ينخفض الطلب على النفط في المنطقتين، لكن الطلب سيبقى قويا في آسيا ويعوض أي نقص في مناطق أخرى.
وارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي اليوم 71 سنتا إلى 115.91 دولارا بينما صعد مزيج برنت 70 سنتا إلى 114.03 دولارا للبرميل. ويأتي هذا الارتفاع في ظل تصاعد القتال بين روسيا وجورجيا الذي أدى لتعطيل بعض الصادرات من منطقة قزوين.
وتراجع اليورو إلى 1.49 دولار قبل تجاوزه 1.50 دولار في التعاملات الأوروبية اليوم.